السلطة المحلية ماذا غيرت ؟
رغم قلّة الموارد المالية والبشرية التي تعاني منها جل البلديات التونسية، زيادة على تداعيات جائحة كورونا على ميزانيات البلديات تحديدا خلال سنتي 2020 -2021 إلا أن الكثير منها تمكّن من إنجاز مشاريع تنموية من شأنها أن تغيّر الواقع اليومي للمواطن وتعزيز التعاون البلدي في إطار مشاريع مشتركة.
زيادة على ذلك فأنه إلى اليوم وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الانتخابات البلدية، لا تزال السلطة المحلية تحت وطأة عدم الاستقرار جراء بطئ تركيز مسار اللامركزية والنقص الفادح في التحويل اللازم للموارد البشرية والمالية إضافة إلى الانتظارات الكبرى للمواطنين والضبابية في تقاسم الصلاحيات والأدوار بين السلطتين المركزية والمحلية. هذا الوضع يطرح العديد من التساؤلات حول قدرة البلديات على إحداث التغيير.
خلال مشاركتها في الحلقة الحوارية العاشرة لمنتدى البلديات بالجامعة الوطنية للبلديات التونسية اعتبرت السيدة بسمة معتوق رئيسة بلدية نابل ونائب رئيس الجامعة أن مسار اللامركزية واجة الكثير من الإشكاليات من ذلك استكمال اصدار الأوامر الترتيبية لمجلة الجماعات المحلية إضافة الى عدم استقرار المجالس البلدية بسبب القانون الانتخابي. مضيفة ان ممثلي السلطة المحلية يواجهون حملات الهرسلة والعنف لكنهم يواصلون تحمل مسؤولياتهم في إطار القانون.
أما فيما يتعلق بمشاريع بلدية نابل فقد تمكنت بلدية نابل من تطوير مواردها الاعتيادية لتبلغ حوالي 12 مليون دينار سنة 2021 بعد التراجع الذي سجلته هذه الموارد سنة 2020 بفعل جائحة كورونا.
في جانب آخر فانه تم من خلال المخططات الاستثمارية التشاركية لبلدية نابل انجاز العديد من مشاريع القرب خاصة فيما يهم تعبيد الطرقات والتنوير العمومي إضافة الى مشاريع الهيكلة وتوسيع الرصيد العقاري للبلدية. كما أكدت أن المجالس البلدية ورغم العراقيل تبذل كل ما في وسعها تعزيز التنسيق مع السلطة المركزية والإدارات الجهوية لإنجاز هذه المشاريع المشتركة حتى يتم تفادي التأخير الحاصل.
مشاريع نموذجية لفك العزلة
تمثل المشاريع المشتركة بين البلديات خاصة البلديات المحدثة ذات الإمكانيات المادية والبشرية الضعيفة حلا لتجاوز هذه الإشكاليات من ذلك بلديتي بوزقام والشرايع مشرق الشمس من ولاية القصرين وهي بلديات محدثة يعتبر السيد فيصل الفالحي رئيس بلدية بوزقام أن هذه البلديات كغيرها من البلديات المحدثة قامت في أغلبها على أنقاض المجالس القروية وهي بلديات ريفية تفتقر إلى الكثير من الإمكانيات. موضحا ان البلديتين لا تملكان مقرات او معدات وإطارات وأعوان قاريين عندما أجريت الانتخابات البلدية وتسلمت المجالس المنتخبة مهامها.
وللإشارة فان بلديتي بوزقام والشرايع مشرق الشمس حظيتا بمرافقة من مكتب العمل الدولي بتمويل من الاتحاد الأوروبي باعتبارها بلديات نموذجية ومن المنتظر ان تستمر هذه المرافقة لسنوات أخرى في عدة مجالات على المستوى التقني في اعداد المخططات التنموية وأيضا تنفيذ المشاريع.
ترشحت من ضمن 48 بلدية حصلت 7 منها على دعم لإنجاز مشاريع تنموية ويتمثل المشروع الذي تقدمت به بلديتي بوزقام والشرايع مشرق الشمس في مشروع "فك العزلة" الذي يهدف الى فك العزلة عن مختلف المناطق البلدية التي لا تضم أي طريق معبدة ولا تملك البلديات معدات لإنجاز هذه الطرقات.
في ذات السياق أكد السيد ناجم الصالحي رئيس بلدية الشرايع مشرق الشمس وهي البلدية الأكبر في ولاية القصرين حيث تضم 6 عمادات تفصلها مسافات طويلة تصل الى 50 كلم. موضحا أن العمل الذي قامت به جمعيات المجتمع المدني في المنطقة حتى قبل احداث البلدية ساهم في تسهيل عمل المجلس البلدي الذي ينبثق أساسا من نشطاء في المجتمع المدني.
هذا ومن المنتظر ان تنطلق بلدية الشرايع مشرق الشمس خلال الفترة المقبلة في تنفيذ عدد من المشاريع من بينها تعبيد 21 كلم، بناء المقر والمستودع البلدي، مركب الطفولة والمركب الحرفي.
دعم العمل التشاركي
أكد السيد محمد المانسي رئيس بلدية تستور غياب التنسيق مع السلطة المركزية وتعاقب الحكومات منذ الانتخابات البلدية سنة 2018 التي لم تقدم الدعم الكافي للسلطة المحلية.
لكن في المقابل عملت البلديات على تدعيم النهج التشاركي لإنجاز المشاريع وقد اختارت بلدية تستور تثمين التراث المادي واللامادي الذي تزخر به المدينة. في هذا السياق تم، بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني تنظيم العديد من المهرجانات لدفع السياحة الداخلية من ذلك مهرجان الرمان. كذلك من المنتظر ان يتم خلال الفترة المقبلة استكمال مشروع تهيئة المعبد اليهودي بالتعاون مع الجالية اليهودية في تونس دعما لنهج التسامح والتعايش والسلام في بلدية تستور.
ومن المشاريع المبرمجة خلال سنة 2022 سيتم انشاء منطقة صناعية خضراء في إطار التعاون الدولي والتي ستساهم في تخفيف أزمة البطالة في بلدية تستور التي تتجاوز 22 في المائة حيث سيوفر ما يزيد عن 40 موطن شغل. كما ستساهم في تخفيف أعباء جمع النفايات خاصة في المناطق البعيدة عن مركز البلدية مثل عمادة وادي الزرقاء التي تضم 15 ألف ساكن وتكلف البلدية اعتمادات كبيرة في مجال النظافة والعناية بالبيئة والتي تبعد عن تستور 35 كلم.
لمن لم يتمكن من متابعة البث المباشر يمكنكم إعادة متابعة الندوة عبر الرابط التالي: https://bit.ly/3pYImQk
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول أو التسجيل لكي تتمكّن من الإطّلاع على التّعليقات و المشاركة فيها !